خامئني يحذر من محاولة خلق التوتر في البلاد ولجنة الانتخابات تمدد فترة الاقتراع مرتين
حذر مرشد الثورة الايرانية علي خامنئي، وبعد ادلائه بصوته، من محاولة من وصفهم بالقوة المعادية خلق التوتر في البلاد. وحرص خامنئي على الإدلاء بصوته مبكرا وجدد دعوته إلى الإيرانيين للإقبال على التصويت بناء على آرائهم الخاصة وقراراتهم.
وبدوره أكد رئيس الجمهورية المنتهية ولايته محمود احمدي نجاد إن المشاركة الكثيفة للناخبين تدل على ان ايران ستتخذ قرارات هامة وعظيمة في الحقبة المقبلة.
ونتيجة للاقبال الغير المسبوق على مراكز الاقتراع من قبل الناخبين الايرانيين قرر رئيس لجنة الانتخابات المركزية الايرانية كامران دانشجو تمديد فترة الانتخابات لساعتين اضافيتين، اي حتى الساعة التاسعة مساءً بتوقيت طهران المحلي.
هذا وبدأ الناخبون الإيرانيون صباح يوم 12 يونيو/حزيران الإدلاء بأصواتهم في عاشر انتخابات رئاسية منذ قيام الجمهورية الإسلامية. وتحمل هذه الانتخابات رهانات باحتمال حدوث تغيير يدفع باتجاه انعطاف في الأزمة النووية مع إيران وعلاقته مع العالم. ويتنافس في هذه الانتخابات بالاضافة الى الرئيس المنتهية ولايته محمود احمدي نجاد 3 مرشحين جدد هم مير حسين موسوي ومهدي كروبي ومحسن رضائي.
ومن المقرر ان تبدأ النتائج الأولية للانتخابات بالظهور مساء نفس اليوم، في حين تظهر النتائج النهائية خلال 24 ساعة بعد غلق الصناديق.
وكانت الحملات الانتخابية لمرشحي الرئاسة في إيران قد انتهت رسميا يوم 11 يونيو/حزير، حيث لم تشهد البلاد لهذه الحملات مثيلا من قبل وسط حشد شعبي وتبادل للاتهامات بين المتنافسين وتحذيرات وتهديدات.
فقبل ساعات من انتهاء الحملة الانتخابية اتهم يد الله جواني رئيس المكتب السياسي للحرس الثوري الإيراني خصوم الرئيس أحمدي نجاد بالتحضير لما سماها ثورة مخملية في إيران.
كما واتهم موسوي ومرشحان آخران أحمدي نجاد بالكذب بشأن حالة الاقتصاد الذي يعاني من ارتفاع التضخم وانخفاض إيرادات النفط عن المستويات القياسية التي بلغتها العام الماضي.
وكان الرئيس الايراني الاسبق أكبر هاشمي رفسنجاني قد اتهم هو الاخر الرئيس الحالي محمود أحمدي نجاد بالكذب وذلك خلال مناظرة تلفزيونية جرت بين المرشحين للانتخابات الرئاسية الأسبوع الماضي، مطالبا الزعيم الاعلى للثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي بالتدخل.
من جانبه رد الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد على هذه الاتهامات التي وجهت له في كلمة ألقاها أثناء تجمع انتخابي في طهران أمس إن حكومته تتعرض لما سماها حربا نفسية، واتهم خصومه بترويج الأكاذيب عنه وعن حكومته، مشيرا إلى أن هدفهم من ذلك إثارة تشنج في الشارع وتشويش أفكار الناخبين قبل الانتخابات. واعتبر أن منافسيه يستخدمون ما قال إنها أساليب تجريح استخدمها هتلر، ملوحا بأنهم قد يواجهون السجن على خلفية ما اعتبره إهانة منهم في حقه.
ادناه السيرة الذاتية لاهم مرشحين في الانتخابات الرئاسية الايرانية:
المرشح الاول: الرئيس الايراني المنتهية ولايته محمود احمدي نجاد
الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد من مواليد عامِ الف و تسعمائة و ستة و خمسين من القرن الماضي. ولد في قرية ارادان في محافظةِ سمنان شرقي طهران في عائلةٍ فقيرة توارثت الفلاحةَ منذ القدم قبل ان تسكن في طهران بعد عام من ولادته ؛ عمل في العاصمة و لسنين كحداد حالُه حالُ ابيه بالرغم من دراسته التي استمر بها حتى حصوله على شهادة الدكتوراة في التخطيط الهندسي .. لكنَ الثورةَ الايرانية عام تسعةٍ و سبعين اثرت فيه كثيرا فقرر الانخراطَ في الجيش و السياسة عبر قوات البسيج او التعبئة فوجد فيها منطلقا لتجسيد احلامه .. استلم الكثيرَ من المسؤوليات الادارية منها محافظُ مدينةِ اردبيل اضافة الى تدريسه في الجامعات ؛ الا انه اشتهر بعد ان عين كعمدةٍ لطهران عام الفين و ثلاثة و اختير كافضل رئيسٍ للبلدية في المدن الايرانية كافة .. ربما كان النجاحُ هذا عاملا رئيسيا في خوضه الانتخابات الرئاسية و طرحِ شعارات تعد المحرومين و الفقراءَ بتغيير حياتهم خاصة و انه ..نجح فعلا ؛ بل حقق مفاجأةً لم يتوقعها القريبُ قبل البعيد عندما حصد اصوات المقترعين امام رفسنجاني في المرحلة الثانية من الانتخابات .
تسونامي احمدي نجاد لم ينتهِ ؛ فباشر عمله باطلاق خطابات نارية انذاك تضمنت تهديدَ اسرائيل بازالتها من الوجود و نفى الهولوكوست قبل ان يعلن عودةَ ايران الى تخصيب اليورانيوم ؛ وسط دهشةٍ غربية ..
اربعُ سنواتٍ حملت الكثير لايران من انجازاتٍ و اخفاقاتٍ كما يقول البعض ؛ فالجمهوريةُ الاسلامية اليوم خصبت اليورانيوم و اطلقت قمرا اصطناعيا و صنعت صواريخَ و طائراتٍ عسكرية حديثة ووقفت امام الولايات المتحدة ؛ لكنها لم تنسَ ايضا العقوباتِ الاممية عليها لثلاث مرات والتي كلفتها غاليا و ان لم يعر لها احمدي نجاد اهتماما حسب قوله.يوصف الرئيس الايراني من قبل الكثيرين بانه رجلُ مرحلةٍ جاء من اجل انجاح مشروعهِ النووي المدعوم من المرشد الاعلى في ايران ايت الله خامنئي و هذا ما لم يعتبره منتقدوه نجاحا مع ان العالمَ اصطفَ كما يقولون بوجه ايران و سياساتِها .
المرشح الثاني: الاصلاحي مير حسين موسوي خامنئي
عام واحدٍ و اربعين من القرن الماضي ولد مير حسين موسوي خامنئي في مدينةِ خامنه بمحافظة اذربيجان شمالَ شرق ايران التي ينحدر منها المرشدُ الايراني الاعلى ايضا .. حصل علي شهادة الماجستير في الهندسةِ المعمارية و تخطيطِ المدن في طهران قبل انتصارِ الثورة بتسع سنين ؛ متزوج من زهرة رهنورد الفنانةِ المعروفة في البلاد منذ عهد الشاه و حتى الان ...
كان ضمن الرعيلِ الاول لرجالات الثورة و مؤسسيها الى جانب الامامِ الخميني ؛ فاستلم مناصبَ حكوميةً رفيعة منها وزيرُ الخارجية في حكومتي بني صدر و رجائي و رئيسٌ وزراء ايران منذ عام واحدٍ و ثمانين حتى تسعةٍ و ثمانين عرف بسياساتهِ الاقتصادية الناجحة قبل ان يستقيل من منصبه بسبب معركةِ صلاحيات خاضها مع علي خامنئي رئيسِ الجمهورية انذاك ..
ربما كانت الاستقالة هذه حجة يستفيد منها معارضوه الان من مناصري احمدي نجاد الذين يتهمونه بالفرار من مهامه في اشد الظروف قسوة على الشعب انذاك ..
و بالرغم من ابتعاده عن الاضواء الا انه لم يترك السياسةَ طوال العقدين الاخيرين؛ فكان مستشارا سياسيا للرئيسين رفسنجاني و خاتمي لستة عشر عاما ؛ و منذ اربعِ سنوات هو عضوٌ في مجمع تشخيص مصلحة النظام ..
لكن و بالرغم من ترشحه للانتخابات الرئاسية كممثل للاصلاحيين الا انه يعتبر نفسه اصلاحيا لاينسى الاصولية و هذا ما يثير الكثيرَ من القلق لدى مناصريه بالرغم من تاكيدات الرجلِ بانه سيبدأ من حيث انتهى خاتمي .. و منذ ترشحهِ ينادي في خطاباته بحرية التعبير و منح النساء مزيدا من الانفتاح و الافراجِ عن السجناء السياسيين ...
و عدا ملاحظاته حول طريقةِ ادارة البلاد يقدم رؤيةً في السياسات الخارجية لتغيير صورة ايران المتطرفة كما يقول ومع هذا يسعى الى ان يطمأن شعبه بين فينة و اخرى بانه لن يتراجع عن حق ايران النووي .
محلل سياسي: عودتنا ايران دائما على المفاجآت
وفي اتصال هاتفي اجرته معه قناة "روسيا اليوم" قال المحلل السياسي الدكتور صباح زنكنه " اعتقد ان الامور لاتزال غير محسومة وغير محسوبة، فلقد عودتنا ايران دائما على المفاجآت". واضاف حتى الان يعتبر احمدي نجاد والموسوي المرشحان الاوفر حظا، لكن التجربة التي مرت مع محسن رضائي في المناقشات المباشرة مع المرشحين الاخرين اثبتت ان لديه قدرة كبيرة على التحكم بالبرامج والامور، واعطته مصداقية اكبر بين الناخبين، وهذا باعتقادي ربما يشكل عاملا اخر لصالح هذا المرشح، باعتبار ان لديه تاريخ في الكفاح وايضا لديه سابقة تاريخية في ادارة الحرس الثوري، الامر الذي يعطيه دعما لابأس به من قبل هذا الحرس،هذا بالاضافة الى ثقة النظام به، وكل ذلك قد يشكل مفاجأة ". واضاف المحلل السياسي " لقد اكد المرشد الاعلى مرارا انه لن يدعم اي مرشح ولن يصرح باي شئ يتعلق بهذا الموضوع، وان صوته سيكون سريا، ولكنه سيقوم باعطاء المواصفات العامة التي يدعو الناس للاهتمام بها اثناء اختيارهم للمرشح.".
تابعوا المواضيع الأخرى من هذا القسم