بإعلان صريح ومباشر ومدفوع الأجر جامعة القاهرة تؤكد أن البرامج متميزة والاغراءات التي تقدمها تنافس الجامعات الخاصة بل وأكثر تسويقا فالشعار هو( تعلم وتخرج من أمريكا بنصف التكاليف) والبرامج هدفها تخريج خبراء منافسين عالميا للعمل في المنظمات الدولية والبرامج تقدم دراسة متنوعة وفرص عمل واسعة!!
بوضوح وصراحة وبدون محاولات للكذب أو للتجمل أعلنتها الجامعات الحكومية التي سوف تبدأ تطبيق البرامج الجديدة المتميزة أنها ستعمل بنظريات السوق..
وبوضوح شديد جاءت تصريحات رئيس جامعة القاهرة الدكتور علي عبدالرحمن تقول:
بإعلان المرحلة الأولي لتنسيق القبول بدأت مرحلة أخري تتم في كواليس الجامعات المصرية الحكومية حيث تشهد لأول مرة هذا العام ما يسمي بالبرامج الجديدة في الكليات المختلفة وهي تحمل صفة الجديدة بدلا من المتميزة حتي لا تقع تحت طائلة عدم الدستورية.. هذه البرامج أيا ما كان الاسم الذي تحمله هي برامج يدفع فيها الطالب مبالغ تصل إلي عشرة آلاف جنية في العام الدراسي الواحد.
التصريحات المنشورة للدكتور علي عبدالرحمن رئيس جامعة القاهرة أعرق الجامعات المصرية يقول فيها أنه في إطار سعي وزارة التعليم العالي لرفع مستوي التعليم الجامعي وافق المجلس الأعلي للجامعات برئاسة الدكتور هاني هلال وزير التعليم العالي والبحث العلمي علي تطبيق برامج جديدة للتعليم بمصروفات في الجامعات الحكومية رغبة في مواجهة سلبيات الأعداد الكبيرة الموجودة في البرامج الحالية ولتوفير سبل تمويل العملية التعليمية المجانية وسيتم بدء تطبيق هذه البرامج في أربع كليات بجامعة القاهرة, برنامجان لكلية الهندسة أحدهما في هندسة الاتصالات والحاسبات والآخر في هندسة التشييد وبرنامج الصيدلة الإكلينيكية بكلية الصيدلة وبرنامج تكنولوجيا تصنيع الأغذية بكلية الزراعة وبرنامج التقنية البيولوجية بكلية العلوم.
ويشير رئيس الجامعة إلي أن المقررات التعليمية التي سيتم تدريسها خلال هذه البرامج تم وضعها وفقا للمعايير العالمية وبالتعاون مع جامعات عالمية لتكون قادرة علي إعداد خريج قادر علي التعامل مع سوق العمل المحيط وأن الدراسة بهذه البرامج سوف تكون باللغة الإنجليزية موضحا أن الالتحاق بهذه البرامج سيكون من خلال الكليات بعد ترشيح مكتب التنسيق للطالب وهذا بدوره ما يؤكد أن مثل هذه البرامج لن تمس مبدأ تكافؤ الفرص الذي تحرص عليه وزارة التعليم العالي في كل البرامج التعليمية التي تطبقها.
ويري الدكتور علي عبد الرحمن أنه لا يمكن القول بأن مثل هذه الآليات التي تطبقها وزارة التعليم العالي تعبر عن إلغاء غير مباشر لمجانية التعليم وذلك لما يتبع في تطبيق هذا البرنامج الذي لا يخضع للقواعد المعمول بها في القبول بالجامعات وعلي رأسها مكتب التنسيق ولكن الطالب الراغب في التقدم إليها يتم ذلك من خلال الكليات المطبق بها هذه البرامج عقب ترشيح مكتب التنسيق للكليات فقط فالفرصة متاحة أمام غير القادر بنفس القدر الذي يتاح للقادر!! ولكن الاختلاف يكمن في ان القادر يمكن أن يتخصص في هذه البرامج المتطورة بدفع جزء من التكاليف أما غير القادر هكذا يقول رئيس جامعة القاهرة ففرصته مصونة لا تمس ولا يوضح رئيس جامعة القاهرة هنا كيف يحصل هذا الفقير غير القادر علي فرصته ويضيف مؤكدا أن العائد المادي الناتج عن هذه البرامج سوف يتم إعادة استخدامه لصالح العملية التعليمية الجامعية وبذلك تعود بالفائدة علي غير القادر الذي يدرس البرامج العادية المتعارف عليها!
ويضيف أن تطبيق هذه البرامج يتم في كبريات الجامعات الأمريكية والبريطانية خاصة في تلك الكليات العلمية وغالبا ما يقتصر البرنامج علي أعداد محدودة للوصول إلي الهدف المرجو ومن ثم سيحدد العدد في هذه البرامج علي ألا يزيد علي200 طالب وطالبة في كل برنامج من البرامج الخمسة وكذلك ستتراوح مصروفات هذه البرامج ما بين سبعة وعشرة آلاف جنيه علي أن يتم التعاقد مع أساتذة متخصصين مشهود لهم بالكفاءة للتدريس في هذه البرامج بشكل يضمن عدم التجاء الكلية إلي الدروس الخصوصية وبالفعل وفرت كل الكليات الأربع عددا معينا من الأساتذة للتفرغ لهذه البرامج لضمان نجاحها واستمرارها ولا يوضح رئيس جامعة القاهرة كم تتقاضي كبريات الجامعات البريطانية والأمريكية من الطالب؟
ولمزيد من الصراحة يقول رئيس جامعة القاهرة وبدون لف أو دوران أو استخدام أسماء حركية في تصريحات لجريدة روز اليوسف اليومية إن المجلس الأعلي للجامعات وافق علي إنشاء خمسة برامج دراسية جديدة متميزة بجامعة القاهرة, وسيتم الترشيح للقبول بهذه البرامج بعد الترشيح للكليات أولا ثم تعلن كل كلية عن معايير أخري إضافية لاختيار الطلاب المرشحين للالتحاق بهذه البرامج حسب مجموعهم وحسب تخصص كل منهم.. وتبدأ الدراسة بداية من العام الأول للدراسة, أي لن تكون هناك سنة إعدادي, وسوف يشارك الطالب ويتحمل التكلفة الفعلية لتعليمة والتي تتراوح في برامج جامعة القاهرة ما بين8 و10 آلاف جنيه سنويا.. وأضاف رئيس جامعة القاهرة أنه سيتم توفير مبان منفصلة عن مباني الكلية الأساسية لتدريس هذه البرامج, بالإضافة إلي أنه سيتم التعاقد مع أعضاء هيئة التدريس شريطة التفرغ الكامل للتدريس في البرنامج لضمان وجودهم بشكل مكثف ودائم في الكلية لأننا نحرص دائما علي حصول هؤلاء الطلاب الدارسين للبرامج الجديدة علي مستوي علمي وإشراف كاف حتي لا يضطر الطالب إلي احتياج دروس خصوصية وأن يكون مطلوبا في سوق العمل بعد تخرجه وأضاف رئيس الجامعة أنه سيتم خلال العام الجامعي بعد المقبل2008/2007 وضع هذه البرامج علي خريطة مكتب التنسيق وتوفير طابع لها ومعاملتها ككليات منفصلة.
انتهت تصريحات رئيس جامعة القاهرة التي تكشف بوضوح: أن البرامج الدراسية الجديدة هي برامج متميزة. وأنه لن تكون هناك سنة إعدادي للدراسة في هذه الكليات. وأن عدد الطلاب في البرنامج الواحد لن يتجاوز200 طالب. وأن الطالب سوف يتحمل التكلفة الفعلية لتعليمه. وأن هذه التكلفة تتراوح بين8 و10 آلاف جنيه سنويا. وأنه سيتم توفير مبان منفصلة عن مباني الكلية الأساسية للتدريس لطلاب هذه البرامج. وأنه سيتم التعاقد مع أعضاء هيئة التدريس شريطة التفرغ الكامل للتدريس لضمان وجودهم بشكل مكثف ودائم في الكلية. والحرص علي حصول هؤلاء الطلاب ـ تحديدا هؤلاء الطلاب ـ علي مستوي علمي وإشراف كامل حتي لا يضطر الطالب إلي الدروس الخصوصية. وأن خريج هذا التعليم المتميز سيكون مطلوبا في سوق العمل. وأنه من العام الجامعي بعد المقبل2008/2007 سيتم وضع هذه البرامج علي خريطة مكتب التنسيق وتوفير طابع لها ومعاملتها ككليات منفصلة.
وبذلك أزاح رئيس جامعة القاهرة الستار عما يسمي بالبرامج الجديدة والتي سماها رئيس جامعة القاهرة المتميزة وأوضح عناصر تميزها التي تجعلها في مستوي أرقي من غيرها وحدد سعر التميز!! والوصايا العشر التي حددها رئيس جامعة القاهرة للتميز في التعليم الجامعي والسؤال هو لماذا لا تتوافر هذه المزايا لكل من يتعلم وهل أصبح توفيرها فقط لمن يدفع؟!
الكلام الواضح والصريح لرئيس جامعة القاهرة معناه أن الحكاية ليست حكاية أسماء للبرامج وهل هي جديدة أم أنها متميزة ؟!! لأن الواقع يقول إنها متميزة جدا فلن يدرس الطالب سنة إعدادي وعدد الطلاب حاجة تفرح ولا يوجد حتي في جامعات أمريكا وهناك مبان منفصلة لأولاد الناس القادرة علي الدفع بعيدا عن أبناء الناس العرقانيين والغرقانيين فــي الزحام والأســاتذة ـ ياحلاوة ـ متفرغون تفرغا كاملا لأن أولاد الناس القادرة علي الدفع يجب أن يحصلوا علي مستوي علمي يجعلهم مطلوبين في سوق العمل!! أما غيرهم فأمامهم طابور البطالة الطويل!!.. أما حكاية أنه لا مساس بمجانية التعليم وأن حقوق الطالب غير القادر مصونة فالواقع ومن كلام رئيس جامعة القاهرة يقول إن ذلك لن يتحقق والواقع يقول أيضا إن هذه البرامج سوف تقدم تعليما متميزا لمن يدفع وفي المقابل لن يكون هناك أي أمل أو مبرر لتطوير البرامج التعليمية التي يدرسها الفقراء, وسوف توجد هذه البرامج فجوة اجتماعية وصراعا طبقيا بين تعليم الأغنياء وتعليم الفقراء. وأظن كفاية كده قوي!!