ا بسم اله الرحمن الرحيم
لشعب صحيح كان مغلوب على امره وساكت لكن الهزيمة من اسرائيل وامريكا لم نقبلها وقصة التنحي اخناها ان عبد الناصر عاوز يهرب
ويسيب البلد خربانه هذا من جه ومن جه اخرى اعتقدنا ان اسرائيل وامريكا ضربونا حتى يجبروا عبد الناصر من سحب جيشه من اليمن
في كلا الحالتين رفضنا تنحي عبد الناصر وقمنا بالمظاهرات وقتها في وسط الضرب وانتشار الشظايا في شارع الخليفة المأمون بمنشية البكري وكادت تتحول الي ثورة شعبية وسقط شهداء كثيرين في هذه التظاهرة والتي خرجت تلقائيا كما خرجنا عند وافاة عبد الناصر أيضا
لكن الحقيقة تقال عبد الناصر قبل النكسة غير عبد الناصر بعد النكسة لان كان كل شئ في ايد الضباط الاكفاء من عبد المنعم رياض وسعد الدين الشاذلي ومحمد فوزي ان كانو سبق ان انقلبوا على السادات الا انهم لم يسمحو لعبد الناصر بأستخدام الجيش ضد الشعب كما كان يحدث من قبل
غندما ترى بعينيك الأكاذيب تتحول الى كائنات تسير على قدمين وتشيع بين الناس أنها " الصدق " بعينة " عندما ترى أباطرة التزوير والنصب والاحتيال واللعب بالبيضة والحجر يبيعون أوهام الشرف والنضال والنبل ويصنعون من أنفسهم ضحايا عندما ترى الطحالب تنمو وتتضخم . .. أقول عندما ترى كل ذلك لابد ان تصرخ وتحذر وتنبه وتدخل معركة حياة او موت لكشف الاكاذيب قبل ان تتحول الى حقائق
.
كلنا كنا عايشين اوهام أن احنا اكبر قوه ضاربه فى الشرق الاوسط و ان اسرائيل ما هى الا مجموعه من العصابات و انهم بمجرد ما يشوفوا طلعه الجيش المصرى البهيه سيفروا كالنعام .... اوهام صحيت عليها فى اوائل ايام الاجازه الصيفيه , و قعدت أتابع نشرات الاوهام ( قصدى نشرات الاخبار ) ...
و اتركك مع هذا المقال يمكن يعبر بالظبط عن الاحداث :
أيام .. عشناها
سعد الله خليل
حين دُقت طبول الحرب في حزيران ( 1967 ) كانت مئات الحفر قد زُرعت في شوارع العاصمة، تقليداً لدول ثورية فعلت الشيء ذاته، وكنوع من التحصينات الشعبية المبتكرة، ليستخدمها المقاتلون الشعبيون في حرب المدن والشوارع ضد القوات الغازية، وكملاجئ سريعة رخيصة الكلفة، لحماية المشاة الذين يخشون الموت والاستشهاد، فيرمون أجسادهم فيها اتقاءً من قصف الطائرات الحربية المعادية.
ولم يكن السبب في سقوط الناس في تلك الحفر ليلا هو الظلام الدامس الذي يعم العاصمة! وإنما قلة الانتباه. فقد كانوا يسقطون نهارا أيضا. وعلى أية حال يمكن اعتبار الأمر نوعا من التدريب المسبق، الضروري، لاكتساب المهارة والحذق والخبرة في اتقاء نار الأعداء حين تدق ساعة المواجهة.
تطوعت كغيري من طلاب السنة الأولى في صفوف الجيش الشعبي للقتال ضد العدو الإسرائيلي الغاشم وتحرير الأرض الفلسطينية من عصابات المرتزقة الصهاينة.
أُعطيت مع ( زميل ) لي رشاشا – قيل أنه ضد الطائرات- كبيرا ثقيلا له أرجل ثلاثة قابلة للطي وحبلاً طويلا من الطلقات النارية الكبيرة.
حُدّد موقعنا فوق سطح إحدى الأبنية العامة الهامة ليسهل علينا اصطياد الطائرات المغيرة التي قد تسول لها نفوسها الدنيئة – أقصد نفوس الطيارين – قصف المبنى.
كنا فخورين مسرورين متباهين بذلك المكان العالي والسلاح الكبير الثقيل! وقد أحسسنا بتميّز عن باقي الطلاب الذين توزعوا حول المبنى وكُلفوا بحمايته من غدر الأعداء الطامعين. ولم يكن نصيب الواحد منهم، أولئك الطلاب الأشاوس، أكثر من بندقية يوغسلافية قديمة لا يتسع مخزنها لأكثر من خمس طلقات. لم أعد أذكر عدد الأدوار التي تألف منها ذلك المبنى. لكني أذكر أنه بأقل من ستين ثانية كنا نرتقي السطح. كنا شبابا نتفجر همة ونشاطا. نخطف درجتين معا في الصعود. أما في النزول، فحدّثْ ولا حرج. لم يكدْ يمر من الوقت ساعتين حتى أدركنا حجم الغبن الذي لحق بنا أنا و( زميلي ) الطيب العزيز. فبينما كنا وحيدين على السطح لا نرى أحدا ولا أحد يرانا، كان بقية الطلاب يتحلقون ويتناقشون ويتسامرون ويستمتعون بحرية الحركة والتنقل ورؤية الناس ومحادثتهم، يتفشخرون ويتبخترون ويدّعون، ينفخون صدورهم كبرياءً، وينفشون رياشهم كالطواويس أمام المارة، وبشكل خاص أمام الفتيات والطالبات، يثيرون اهتمامهن، ويستحوذون على نظراتهن، وينتزعون إعجابهن واستحسانهن، ويحظون بابتساماتهن وتلميحاتهن. وقد يضربون مواعيد .. من يدري؟ ونحن على السطح، منفيين، ضجرين، منرفزين، نغلي حسدا، ونتحرق غيرة، ونستشيط غضبا وحسرة.
تشاورنا في الأمر. تقاسمنا المهمات. كل الأساليب التي خطرت على بالنا جربناها. طرقنا كل الأبواب. تكلمنا مع الطلاب واحداً واحداً. استخدمنا كل قوانا التعبيرية، وظّفنا كل قدراتنا المنطقية، بيّنا لهم أهمية الموقع الذي نحن فيه، وقيمة السلاح الذي معنا. زيّنا لهم العمل الذي يمكن أن يقوم به من يمتلك مثل هذا السلاح العظيم والموقع الهام. أغريناهم بالبطولة والشهادة والأسماء الخالدة. أوضحنا لهم الفرق ما بين إسقاط طائرة وربما أكثر، وما بين إصابة جندي تافه من الأعداء قد لا تكون إصابته قاتلة. وصفنا لهم المجد الذي سيناله الأول، والنسيان الذي سيلف الثاني. فقد كانت الطائرة في نظرنا أهم من كتيبة من الجنود .
لم نستفد شيئا، عبثاً مضت جهودنا، لم يقتنع أحد بكلامنا، رفض الجميع عرضنا، ومبادلتنا. همٌّ ثقيل ربض على صدرينا. كظمنا غيظنا، وأخفينا ألمنا، وصعدنا نجرر أثقالنا وخيبتنا. لكننا لم نفقد الأمل. رفضنا التسليم بالأمر الواقع، وصممنا على خوض جولة أخرى في الغد، متوهمين رؤية تراخٍ ولينٍ من فلان هنا، وبوادر اقتناع ورغبة لدى علاّن هناك.
بدأت الحرب . شُغلنا عن قضية تبديل المكان، نسيناها.
تساقطت غربان الأعداء في الأخبار كالزرازير. كان مجموع ما أسقطته القوات العربية في اليوم الأول من طائرات العدو الجبانة ما يزيد على مئة وسبع وأربعين طائرة.
أسكرنا العدد . قال ( زميلي ) الذي كنت أظنه بسيطا: "أين سنذهب بعد ذلك"؟ ودون أن ألتفت إليه، قلت : "بعد ماذا"؟ قال: "بعد القضاء على إسرائيل وتحرير فلسطين". أحسست بنبرة مختلفة. التفتُّ بسرعة. أردف: "ما رأيك في ( بوليفيا )؟ أم نثأر لـ ( لومومبا ) أولاً"؟ وتابعَ: "ألم تفكر في هذا من قبل ..؟". عبرتني رعشة خفيفة ... ارتد رأسي قليلا للخلف .. اتسعت عيناي ..! ( يا له من لعين ...من أين له هذه الأفكار ..؟ حقا تحت السواهي ...! كان يجب أن أكون أكثر انتباها وأقرأ بين السطور ... وألتقطها ... لكن الوقت لم يفتْ ... سأخدعه .. وأقمعه .. لن يتفشخر عليَّ ). تصنعت البرود والتجهم، وأدرت رأسي قائلا: راقبْ السماء الآن .. قد تمر طائرة .. لا تشُردْ .. فكّرْ في مهمتنا الحالية ... لا تحبطْها.
يوما بعد يوم صار العدد يتناقص. لا بد أن الأعداء أدركوا هول الفاجعة، والمواجهة التي تورطوا فيها، صاروا أكثر حرصا على طائراتهم وضنّاً بها. شعرنا بالضيق. كنا نرغب بأعداد متزايدة من الطائرات المتساقطة، لكن ... ما كل ما يتمنى المرء يدركه. على كل حال، كان مجموع ما أُسقط في الأيام الثلاثة الأولى يزيد على ثلاثمائة طائرة. أبداً لم نشفق على العدو، ومع كل سقوط طائرة كنا نزداد شماتة وحماسة وقوة، وننتفخ فخرا وكبراً وتعالياً، ونهلل فرحا وسعادة وسروراً.
كانت الموسيقى تصدح، والأعلام ترفرف، وأحمد سعيد صوت العرب، كل العرب، يرغي ويزبد: باسم العرب. لأجل العرب: ("أضرب يا أخي .. اضرب لا ترحم أعداءك ..."). وكالرعد يهدر، ويطحن الهواء والأسماع طحنا.
امتلأنا وانتشينا. لم تبق نبضة في عروقنا، أو قطرة من دمائنا، أو خلجة في صدورنا، لم تسكر وتعربد، وتغنِ وتزغرد، وترقص نشوة وطربا.
مرت أيام ستة. شبابا صغارا كنا. لم نفهم ما حدث..! لم نستوعب..! الأكبر سنا كانوا حزانى مذهولين. في اليوم السابع، نزولا عند إلحاح وخوف أهالينا، بحثنا عمن نسلمه أسلحتنا، ونعود إلى بيوتنا. كان الرشاش الكبير، وحبل الطلقات، ثقيلين جدا، أتعبنا حملهما، البندقية أخف وزنا، وأقل عبئاً.
أنهكنا الترقب والصمت، الكل مثلنا، لا أحد يعلم ..! الأيام صارت ثقيلة، تزحف ببطء، لا بد أن الحرب قد أصابتها في أقدامها، أردنا أن نعرف ..، أكلتنا الحيرة ..، ضاقت أنفاسنا .. لكنهم بعد مدة، حسبناها سنين، لم يبخلوا علينا، جُندت كل الأقلام والحناجر والألسن المميزة. تضافرت كل الجهود المخلصة لشرح الموقف: صحفيون وإذاعيون، مدنيون وعسكريون، سياسيون وثوريون رسميون وشعبيون، مثقفون ومحللون، عمال وفلاحون: كتبوا، خطبوا، شرحوا، قرّروا: نكسة ..! . قالوا: جولة ..! والحرب جولات، وجولات كثيرة! صرخ الشاعر: ( نحن أبطال الصحارى... نحن من يبني الحضاره)، صرخ الثاني: ( إذا بلغ الفطام لنا صبيٌّ ...تخرُّ له الجبابرُ ساجدينا )، صرخ الثالث: ( وإذا غضبنا غضْبةً مضَريةً ... مادتْ جبال الأرض وارتجَّ القدرْ)، صاح الرابع: ( لا تلم كفي إذا السيف نبا ... صح مني العزم والدهر أبى).
الكل يعاكسنا، العالم بأكمله يتآمر علينا، لا أحد يريد لهذه الأمة أن تتقدم، أمريكا والغرب، الاستعمار والإمبريالية والصهيونية العالمية، جميعهم يريدون إذلالنا، يريدون إفقارنا، يريدون تدمير حضارتنا وثوابتنا، هم من يصنعون بؤسنا وتخلفنا. ألا يذكر هؤلاء الـ (... ) حضارتنا وعلومنا وفضلنا عليهم، وهم في ظلامهم الدامس وجهلهم البائس وانحطاطهم يعمهون؟ إنها مجرد نكسة، نعم نكسة، وبعض جولة، ونقسم: إننا آتون، آتون، آتون .... وإن غد لناظرهِ ... قريب. وعلى جمر الأكف التي التهبت تصفيقا، ونار الحناجر التي بُحّتْ هتافاًً، أنهى ذوو الأوداج المنتفخة، والكرش البارز، أكثر الخطباء تجهماً وتضلعاً بالنحو والصرف، وأفضلهم نطقاً، وأقواهم صوتاً وجناساً وطباقاً وسجعاً، خطابَه.
شخص غبي غبي وكان محاطاً بشلة أغبى منه...
تصوروا معي لو إستغل هؤلاء العسكر الدفعة المعنوية القوية والتي أوصلت المصريين إلى عنان السماء بعد قيام الثورة وسخروا تلك الدفعة للنهضة الإقتصادية ... والله كنا بقينا أحسن من اليابان وألمانيا ..
ده انا اتخيل كده خطاب من الخطابات الرنانة لعبد الناصر وأمر فيها الشعب المصري انه يحرك الاهرامات من مكانها ... اتوقع انهم كانوا هاينفذوا الأمر ده فوراً لحبهم الواهي لشخصيته نتيجة لسياسة الأعلام الموجه ويا اهلاً بالمعارك وقلنا هانبني وأدينا بنينا السد العالي ... إلخ
ولكن ما حدث هو العكس تماماً وجدنا مجموعة من البشر صور لهم خيالهم المريض بإنهم الحاكمين بأمرهم وان هذا الشعب ما هو إلا مجرد عبيد لديهم ولا توجد لهم أية حقوق ورجعوا بهم إلى عصر أسوء من العصر الملكي الذي كان الهدف الرئيسي من ثورتهم هو " القضاء على الفساد المتمثل في القصر " ووجدناهم أيضاً يحاربون كل شيء يتعلق بالدين ووصل بهم الامر أحياناً إلى درجة من درجات الكفر والعياذ بالله في تعذيب الرموز الدينية المصرية ..
ووجدناهم يستولون ويضعون يدهم على كل ثروات البلد بحجة التأميم وتوزيع الثروات وما كانت إلا توزيعها على أنفسهم هم .
ونتيجة ذلك لم نرى أي معركة بل كلها كانت هزائم على جميع المستويات في 56 واليمن و67 .. ووجدنا إنحداراً إقتصادياً نتيجة للمباديء الإشتراكية العفنة التي كانت متبعة .....وفوق ذلك كله وهو الاهم ورثنا عن تلك الفترة تركة ثقيلة من اللامبالاه والخوف والسلبية السياسية المميتة لدرجة إن في رأيي الشخصي بأن الشعب المصري يعتبر من أسوء الشعوب من الناحية السياسية حيث ترك وفوض مجموعة من الآفاقين يتحدثون عنه ويطالبون له بحقوقة ووقف هو إلى الآن يشاهد ويُمني نفسه بالتغيير الذي سترسله السماء .
وكثيراً ما أستعجب من مظاهرات وإضرابات تحدث في بلد مثل بنجلاديش وهي التي نعرفها جميعاً وتوجد تحت تحت خط الفقر بمراحل ولكنهم شعب احرار لا يقبلون الذل مثلما نقبله بصدر رحب .
وإذا كان هذا كله في عصر عبد الناصر فممكن حد يسأل طب أدينا بنتكلم اهو عن أكثر من 35 عاماً بعد إنتهاء هذا العهد فلماذا لم يحدث أي تغيير بعده ولماذا أصبحنا نسير على نفس المنهج والطريق ولكن مع إختلاف الشخصيات التي تحركنا ؟.... أقول بكل أسف بإن الحكام الذين أتوا بعد عبد الناصر عجبتهم اللعبة ووجدوا الطريق ممهداً لهم لفرض سيطرتهم وأستكمال ما بناه عبد الناصر من صروح الديكتاتورية وإذلال الشعب المصري الذي عرف هؤلاء الحكام كيف يتعاملون معه وكيف يرهبونه بكلمة معتقل وقوانين طواريء وامن دولة وشرطة والناس اللي بتروح ورا الشمس وزوار الفجر وعرفوا كيف يجعلوا إهتمامه كله منصب على بطنه وغذاء معدته فقط .. حتى الغذاء لم يعد موجوداً الآن كوضع طبيعي للقهر السياسي والفشل الإقتصادي...
واقولها صراحة بإن حالنا لن ينصلح ولن نتمكن من نسيان هزيمة 67 إلا بقيام ثورة اخرى يشارك فيها كل الشعب على تلك الأوضاع وعلى هؤلاء الثلة المنحرفون ويسترد فيها الشعب حقوقه ويوكل الامر إلى اهل الخبرة الثقات ويصبح خير مصر لشعبها وليس لهؤلاء الدخلاء علينا والذي كل هدفهم هو نهب أكبر قدر من الثروات ووضعها في كروشهم وحساباتهم السرية .
وكما توقعت... نصب خصوم ناصر وأعداؤه حائط مبكاهم السنوى.... وراحوا يهزّون رءوسهم فى هزات أفقية.... وكذلك قاماتهم فى هزات مماثلة....وإن كانت out of phase.... وعلى شفاهم إبتسامات ماسحات إلا من شماته من نوع ما...
المهم... بعد يونيو 1967... عانى النظام الناصرى إنكسار الهزيمة ... ولكن فى نفس الوقت خرجت من رحمها مرحلة ناصرية جديدة... كانت نتيجة طبيعية لجدلية النظام مع ضدّه – كما يقول عمّنا هيجل-
فبعد الهزيمة القاسية... كان ناصر يستقل الطائرة فى شهر سبتمبر 1967(على ما أتذكر) فى طريقه الى الخرطوم لحضور القمة العربية (قمة الثلاث لاءات). وكان كثيرون فى المنطقة والعالم يتابعونه باعتباره اول اختبار عملى للعلاقة بين ناصر وبين الجماهير العربية خارج مصر..أى خارج سلطة دولته..
وكما ذكرت سابقا(ففى التذكرة 7 فوائد) حين وصل ناصر الخرطوم، ركب السيّارة وتحرّك موكبه الى شوارعها .. وجدها شلالا من البشر فى انتظاره... كانت مظاهرة لم يشهد العالم العربى فى تاريخه مشهدا يماثلها فى صدقه وعفويته... فقد كانت كتل الناس تتحرّك مع الموكب فى الشوارع كأنها جبل يتحرك فى ما لا تخطر بخيال كثيرين...حتى الشعراء منهم.
كان هذا الاستقبال هو حدث المؤتمر، كما كان الحدث الاعلامى الاوّل فى العالم...
وبعد مؤتمر اللاءات الثلاثة بأسابيع وفى 21 أكتوبر 1967 تمكن قاربان صاروخيان مصريان من ضرب المدمرة الاسرائيلية "ايلات".. أصاباها بضربة مباشرة أدت الى إغراقها فى بضع دقائق بكل من كان عليها... وفتح فصل جديد فى الحرب مع اسرائيل..
مرة اخرى
هناك فرق بين الثورات والإنتفاضات الشعبية وحروب الجيوش النظامية دائما قوة مصر تكون في أوج مجدها الحضاري والعسكري عندما تتوحد تحت حكم مستقل ومستقر كما في عصر بناء الأهرامات بالدولة القديمة أيام خوفو وخفرع ومنقرع وعصر المملكة الحديثة أحمس وتحتمس وحتشبسوت والرمامسة وعصر البطالمة والدولة الطولونية والفاطمية والأيوبية والمملوكية وعصر محمد علي.
أصبحت مصر بعد توحيد مينا القطرين عام 3200ق م والقضاء علي الفتن الإنفصالية دولة وديعة تنعم بالسلام لطبيعتها الجغرافية التي أغلقتها علي نفسها. وكان الجيش المصري في جميع الأسرات من أقوي الجيش وبالذات في الدولة الحديثة حيث هزم المصريين الحثيين والرومان والاغريق في سلسلة حروب حتت للملك المصري رمسيس الثاني ومن أسباب قوة الجيش المصري أنه لم يكن يعتمد علي المرتزقة الأجانب لكنه كان يعتمد علي الإستدعاء والخدمة الإلزامية أثناء الحرب فكان الجيش المصري بكاملة مصريين ولا يحتوي علي أي عناصر أجنبية أخرى. وابتداء من عصر بناء الأهرامات كان المصريون مجندين إجباريا في بناء وتشييد الأوابد موسميا أيام الفيضان والأغنياء كانوا يدفعون البدلية لإعفائهم ، وكان تسليح الجنود في المملكة القديمة بدائيا وعبارة عن الهروات والعصي التي في أعلاها مثبت بها حجرة والخناجر و الحراب من النحاس.ومصر كانت بمنأي عن الحروب الخارجية في هذه الفترة القديمة لمناعتها الطبيعية. ولأن المجتمع المصري بطبعه ، ليس عدوانيا ضد الغير. وجيشها كان خدمة إلزامية أثناء الفتن والحروب الداخلية. وكان الجنود ينقلون عبر النيل في قوارب لمناطق الصراع والأزمات المحلية أيام الدولة القديمة
عصر الهكسوس
كان غزو الهكسوس لمصر في سنة 1789 ق.م. ولمدة قرن كان حكم الهكسوس الملوك الرعاة الذين جاءوا من القبائل السامية من الشام ، وظلوا حتي طردهم أحمس مؤسس المملكة الحديثة..وخلال احتلالهم لمصر طور المصريون التقنية العسكرية بها لكي يضاهي جيشهم جيش الملوك الرعاة. فأدخلوا القوس المركب الذي كان مداه أبعد من القوس العادي المصري الذي كان بستعمل من قبل . وأدخلوا الحصان والعربة الحربية . وأثناء الاحتلال طور المصريون العربة وجعلوا مؤخرتها مفتوحة ليسهل الخروج منها بسرعة عند الحاجة .وزحزحوا منطقة وقوف السائق فوقها ليكون قريبا من محور العجل أو الدولاب لتقليل الوزن . وهذا ما خفف العبء علي الحصان الذي كان يجرها مما جعله يسرع بالعربة .وأدخل الهكسوس الدروع التي لم يكن الفراعنة يعرفونها من قبل لحماية الجسم والرأس فادخلوا القلنسوة فوق الجمجمة والخوذات المعدنية فوق الرأس.
ما بعد الهكسوس
تغيرت العقيدة القتالية المصرية من الدفاع إلي الهجوم و الغزو, و ذلك بعدما إتضح لهم أن جيرانهم من الشعوب الأخرى يريدون احتلال أرضهم و لذلك يجب الدفاع عن مصر بخلق بُعد إستراتيجى لها في أراضى أخرى مما جعل المملكة الحديثة التي أسسها كاموس أبو أحمس تؤسس جيشا نظاميا محترفا ومدربا لأول مرة في مصر وقد حدث من أسلحته . مما جعلهم يوسعون حدود مصر ويقيمون أكبر إمبراطورية في العالم آنذاك من الأناضول شمالاً إالى القرن الأفريقى جنوباً و من الصحراء الليبية غرباً إلى الفرات شرقاً, و هذا الجيش الجديد كان يعاونه الأسلحة المشتركة واسطول بحري . . لأن الجيش المصري أيام حكم الفراعنة وحتي الهكسوس كان من المشاة لأن الفروسية كانت الحصان والعربة .امتدت حدود مصر في آسيا لأول مرة ايام الفتوحات الخارجية كحرب وقائبة ضدها حتي الفرات بالعراق أيام الملك تحتمس الأول . وهذا يعتبر أوج مجد مصروكانت العاصمة طيبة . وكان أيام حتشبسوت في المملكة الحديثة سفن تجارية اتجهت للتجارة مع بلاد بنت .وكان البحارة من العبيد للتجديف وكانت السفن التي تسير في البحر البيض والأحمر تصنع في ميناء بيبلوس الفينيقي بلبنان وايام الدولة الحديثة كان الجيش نظاميا محترفا. وكانت السفن للتجارة والحرب. لكنها لم تقم بمعارك لها أهميتها .وكانت تبني السفن في آشيا (قبرص) . واول معركة بحرية كسبها رمسيس الثالث علي شعوب البحار .لكن ايام تحتمس الثالث كانت تحمل القوات والمعدات للساحل الأسيوي لتحارب علي البر . وشهدت هذه الفترة أزمات مع الحيثيين وشعوب أهل البحر ومعركة قادش أيام رمسيس الثاني .واستقر الليبيون في الدلتا وحكموا من تانيس العاصمة . وفي الجنوب حكم النوبيون من الجنوب واستولوا حتي البحر الأبيض المتوسط وحكموا مصر منذ 750 ق. م ومنعوا الآشوريين من احتلال الدلتا حتي إستولوا عليها سنة 673 ق م .وأعقبهم البابليون بقيادة الملك بختنصر عام 605 ق م والفرس بقيادة الملك قمبيز عام 525 ق م والإسكمدر عام 332 ق م . ثم البطالمة الإغريق حتي سنة 30 ق م والرومان منذ سنة 30 ق م والحكم الإسلامي سنة 639 م .و أيام عصر الرمامسة كانت أقاليم الإمبراطورية المصلرية مقسمة بين أعضاء البلاط الفرعوني الذين كانوا يحكمونها كممالك صغيرة خاصة . وكانت هذه الممالك مجبرة علي تقديم حصة من الأنفارلكل حامية عسكرية مصرية. وكان رجال التجنيد يجوبون المدن والقري لجمع المجندين وتسجيل الأنفار الشبان الأقوياء ولم يسبق إصابتهم الدور بعد. وهؤلاء كان يجمعهم عمدة القرية أو المدينة لمقر حاكم الإقليم ليختار منهم خيرتهم. والباقون كانوا يردون لقراهم . وبهذه الطريقة كانت مصر تكون جيشها من المشاة . ولما أدخل الهكسوس العربة الحربية والحصان لمصر أثناء احتلالهم لها عام 1900ق م .و كان أبناء الصفوة في المملكة الحديثة معتادين ركوب العربات الحربية المعدلة وأصبح بالجيش المصري وقتها حملة السهام والمشاة وراكبو العربات الحربية. وفي سنة 1275 ق م قسم رمسيس الثاني جيشه المكون من 20 ألف في حملته ضد النوبة جنوبا والحيثيين بالشام ،لأربعة أقسام وكل قسم أطلق عليه اسم أحد الآلهة الكبري أمون ورع وست وبتاح . وكل قسم قسمه 20 سرية وكل سرية 250 جندي وكل سرية قسمت لتصبح 5 فصائل كل فصيلة 50 جندي . و أيام المملكة الحديثة كانت الأرض مقسمة بين الملك والكهنة والجنود بالتساوي. وكان الجنود معفيين من الضرائب وكانوا من كل اقاليم مصر. وكان الجنود المرتزقة المحترفين من الإغريق والليبيين والنوبيين وأهل البحر يعاملون أحسن من المصريين وكانوا بقبضون مرتباتهم من العملة الذهبية المسكوكة في بلاد الفرس أو اليونان أيام رمسيس الثالث ومنبتاح . وكانوا بعيشون بالدلتا . وبدأت مصر تسك العملة لدفعها للمرتزقة الإغريق منذ عام 360 ق م ومنذ ايام أمنحتب الثالث بالمملكة الحديثة كان جيشه يتكون من القواد المصريين والمجندين إلزاميا وأسري الحرب والمصريين الذين احترفوا العسكرية والمرتزقة من الليبيين و النوبيين ولاسيما في أواخر عهدها حيث أصبح المرتزقة يشكلون معظم وحدات الجيش المصري .ولاسيما من الليبيين الذين حكموا مصر.وفي فترة الدولة الحديثة كان قواد الجيش المصري يأخذون العدو علي غير غرة. وكانوا يحددون موعد ومكان المعركة. واذا لم يكن العدو مستعدا كانوا يؤجلونها لموعد آخر . وفي المرحلة المتأخرة كان الجيش المصري اغلبه من الإغريق المرتزقة .وأصبحت العربة المصرية سلاحا مخيفا في الجيش المصري وقتها . حيث كان السائقون مهرة وكانوا يقومون باختراق خطوط العدو بسرعة. بينما رماة الأقواس يرمونها من قرب .وكان السائقون يحاربون بدروع لحمايتهم وحماية رماة الأقواس من النيران من خلفهم . وكانت العربات بها القدرة علي إختراق وتشتيت حشود العدو وتفريقهم ليستطيع رماة الأقواس والحراب طعنهم .وظل المصريون يتبعون هذا التكتيك مدة 1500 سنة قبل أن يصبح المرتزقة الأجانب يحاربون لمصر. حتي غزا مصر الإغريق عام 332 ق م وظلت مصر تحكم حكما أجنبيا حتي معركة آكتيوم عام 30ق م وبعدها احتلت روما مصر وانتهي العصر الفرعوني للأبد.
مصر والاسلام
كان العباسيون أول من إتخذوا من المماليك جندا وذلك في القرن التاسع . وكانوا من العبيد البيض الغير مسلمين. وقد أسروا من تركيا البيزنطية وشرق أوروبا والقوقاز. وكانوا يتخذون جندا للحرب في حركات الإنفصال .عملا بحكم بمنع المسلمين يتقاتلون مع أنفسهم. وبعيدا عن الإنتماءلت القبلية أو الحركات الإنفصالية كان هؤلاء المماليك ولاءهم لسيدهم أو أستاذهم كما كانوا يسمونه . وبعد إسلامهم تدربوا علي الفروسية. و لم يعدوا عبيدا لكنهم ظلوا في خدمة السلاطين كحرس سلطاني خاص يدافعون عنه ضد أي تمرد. وكثير منهم من إرتقي لأعلي المناصب القيادية بالسلطنة . و تولي المماليك حكم مصر. وأثناء حكمهم كانوا يشترون المماليك لقواتهم . حكم المماليك العبيد مصر منذ 1250- 1517 والمماليك أصلهم عبيد جلابة وكانوا القوة العسكرية التي حكمت أجزاء من العالم الإسلامى ولاسيما مصر. و كان الحكام قد اتخذوهم جنودا وكبار الرتب . ولما تسلطنوا كانوا يجلبون المماليك ويكثرون منهم .واتخذوا منهم حراسهم وجيوشهم وكان لكل من أمرائهم جنده الذين يحمونه ويضفون عليه قوة مسيطرة علي البلد . وكانوا قد اعتبروا أنفسهم أصحاب مصر وملاكها وقد وزعوا أرضها فيما بينهم وكانوا يسخرون الفلاحين للعمل فيها وفي عام 1501 إختار المماليك السلطان قنصوه الغوري ليكون سلطانا علي مصر والشام ويلاد الحجاز . وكان قد إشتكي للبابا في روما من البحرية البرتغالية التي لفت حول أفريقيا ودخلت المحيط الهندي والبحر الأحمر .وأقام الغوري إسطولا هزم البرتغاليين عند سواحل مالابارعام 1508 وكان من البحارة المماليك والعثمانيين وفي العام التالي أغرق الأسطول المصري في معركة ديو من البرتغاليين. وبني المماليك أسطولا ثانيا بمعاونة العثمانيين إستطاع أن يدافع عن عدن عند باب المندب عام 1513وكان السلطان العثماني سليم الأول قد تولي الحكم عام 1512 وهاجم المماليك في آسيا الصغري لمدة أربع سنوات قبل احتلاله الشام ولم يصمد فرسان قنصوه من لبمماليك أمام الأسلحة والمدافع العثمانية في معركة مرج دابق بحلب عام 1516 .و هزم طومانباي قرب القاهرة في يناير عام 1517 وأعدم طومنباي علي باب زويلة بعد القبض عليه . وكان قد حارب سليم قرب المطرية بجوار مسلة عين شمس وكان قد عرض سليم عليه حكم مصر تحت الحكم العثماني ورفض. ودارت معركة عند الأهرامات استمرت يومين ولجأ طومانباي للبدو لكنهم باعوه حيث قادوه لسليم بالسلاسل. وأقتيد من بولاق لباب زويلة حيث اعدم .وبهذا إنتهي عصر حكم السلاطين المماليك بمصر والشام والحجاز .وعند الإعدام نادي علي الجماهير لتنقذه من الشنق فلامجيب . وقرأ البسملة ثلاث مرات .ولما تولي خيري بك وكان واليا علي حلب، ولاية مصرالعثمانية عام 1518م. إتخذ قرارا بإلغاء الإقطاع المملوكي وجعل تحصيل المال ثابتا وخراج القمح كان يرسله لمكة والمدينة . واتخذ له حامية من أوجاق الإنكشارية لحراسة اسوار القاهرة والقلعة التي كانت مقر الوالي العثماني .وكان يطلق عليهم المستحفظان و يرأسهم الأغا. وكان كتخدا مستحفظان مهمته السيطرة علي أوجاقات الأفاليم التي كانت من الإنكشارية أيضا . ولما تولي الوالي أحمد باشا بعده عام 1522أعلن السلطنة في مصر وكان يعاونه اليهود بالمال إلا أنه قتل عام 1524 .بعده جاء مصر الوزير أبراهيم باشا بعام ووضع سياسة للإدارة جديدة . فكون أول حكومة عسكرية عثمانية وعلي رأسها الوالي أو الباشا يعاونه مجلس إستشاري يجتمع أربع مرات في الإسبوع. وقسم مصر 14 سنجق (محافظة) يرأسها الضباط العثمانيون ومهمتهم تنظيم الري وجمع الضرائب. وكان بيت المال مسئولا عن دفع 16 مليون بارة للآستانة سنويا . واستولي العثمانيون علي اليمن وعدن عام 1538 وهم في طريقهم لملاقاة البرتغالببن في ديو بجورات بغربي شبه القارة الهندية . لكن المسلمين هناك لم يساندوهم في المعركة .فهزموا وعادوا للقصير بمصر واتجهوا برا لأسوان. وأثناءها شن الإمام أحمد باليمن الحرب معلنا الجهاد علي أثيوبيا ( الحبشة ) . حبث إنهزم من المسحيين والبرتغاليين .ولما حكم أوزدمير باشا اليمن . إحتل في عام 1555 مصوع علي البحر الأحمر واحتل أجزاء من الحبشة وجعلها إقليما تابعا له . كان مشايخ العربان في مصر يقطعون الطرق ويختلسون الضرائب وأعفيت البحيبرة من الضرائب لهذا السبب ترضية لمشايخ العربان لأنهم مطلوبون . وفي سنة 1588 ثار الجنود وقتلوا حاشية الباشا بسبب ندرة المرتبات وفرضوا طلبة (إتاوة ) علي المصر يين أولاد البلد . وحاول الوالي صوفي إبراهيم باشا وقف هذه الإتاوات في الأرياف .فقتلته القوات السباهية عام 1605 . وبعد أربع سنوات أوقف الوالي محمد باشا هذا التمرد والطلبة وساعده العربان وأعدم 250 جندي ونفي 300آخرين لليمن . لكن الجنود بدأوا يفرضون علي المصريين جعلا أطلق عليه الحماية . وطرد العثمانيون من اليمن عام1636 . وفي سنة 1695 حلت بالبلاد مجاعة وارتفعت أسعار الطعام أعقبها وباء . وظلت مصر في فوضي ولاسيما من الحامية الإنكشارية حتي ظهر المملوك علي بك الكبير وكان مملوكا لإبراهيم كتخدا الذي نفي للحجاز وتوجه علي بك لصعيد مصر هربا من الوباء لمدة عام . وبمساندة همام شيخ هوارة الغني هناك داهم القاهرة وقتل الوالي عام 1768 .وتولي حكم البلاد وكان يتودد للباب العالي وأخمد الثورة بمكة عام 1770. لكن بعد هزيمة الأسطول العثماني بواسطة الأسطول الروسي بششم في نفس العام أرسل علي بك الكبير قواته من المماليك بقيادة محمد بك أبو الدهب للإستيلاء علي دمشق عام 1771.وعاد خائبا مما جعل علي بك يأخذ مماليكه وجواريه وأمواله فارا لعكا بفلسطين .وانضم للشيخ زهير العمري وأسطول الروس ضد العثمانيين بالشام. ولما عاد لمصر أسره مملوكه أبو الدهب ومات في إسبوع . وعاود أبو الدهب فتح الشام لكنه مات عام 1775وهو يحاصر قلعة عكا بفلسطين وخلفه مملوكه مراد بك وانسحب عائدا للقاهرة . ونصب زميله إبراهيم بك شيخا للبلد( الحاكم الفعلي للبلاد ) وما بين عامي 1780و1784مرت بالبلاد مجاعة مما جعلت الفلاحين يتركون أراضيهم هربا من دفع المال للبكوات .وانخفض سعر الباره(العملة ) 54% وقتل الطاعون سدس سكان مصر . وبلغت ا لبلاد من الفقر لدرجة أرسلت الآستانة قوات بقيادة غازي باشا عام 1786 لتحصيل صرة المال للباب العالي . وقام بإعدام الفلاحين وجلدهم وأهان علماء الأزهر . وبعدما إنحسر وباء 1791عاد مراد وابراهيم من الصعيد للقاهرة ووافقا علي دفع المال للآستانة . وقام علماء الأزهر بانتفاضة 1795 بسبب الضرائب المجحفة .وكان المماليك يبتزون التجار الأوربيين ولا سيما الفرنسيين وهذا كان أحد الأسباب لمجيء الحملة الفرنسية لمصر . وكان العصر المملوكي الأول والثاني مميزا بالعمارة والمساجد والخانات والمدارس التي تنسب عمارتها لعصرهم سواء في مصر والشام وفلسطين والحجاز .. وعلي الصعيد العسكري بعد الحملة الفرنسية كان بمصر ثلاث قوي عسكرية قوات المماليك والبدو في الصعيد والثانية قوة الأتراك العثمانيين ومعهم قوة ثالثة قوة الألبان (الأرناؤط) وكان بينها محمد علي قد أتي معها شابا عام 1799وكان غمره وقتها ثلاثين عاما ومحمد علي من مواليد تسالونيك بشمال اليونان وأصله من ألبانبا ثن عاش في قولة كبائع للدخان واشتغل جابيا للضرائب وهذه الوظيفة طبعته بالقسوة التي لازمته طوال حباته .
وكانت مصر قد شهدت قلاقل وحربا أهلية بين سنتي 1803 و1807 . وكانت تدور بين الأتراك العثمانيين والمماليك المصريين والعسكر الألبان المرتزقة حتي بعدما تولي محمد علي باشا السلطة في مصر عام 1805 . ولما علم السطان بقوته وإمساكه بزمام الأمور بالبلاد كان كل همهه الاستقلال بحكم مصروإرضاء الباب العالي وإثبات كفاءته . فكلفه السلطان بحرب الوهابيين بنجد بالسعودية عام 1811 .فارسل تجريدة عسكريا من جيش قوامه 8000 عسكري بما فيهم 2000 فارس بقيادة إبنه طوسون باشا. وكان عمره 16 سنة وحارب الوهابيين فيما غرف بالحرب الوهابية المصرية . وواجهت حملة محمد علي مقاومة شديدة في ممر جديدة قرب منطقة الصفرة وتقهقرجيشه لينبع وخلال العام التالي إستطاع طوسون باشا السيطرة علي المدينة المنورة بعد حصار طويل لها .واستولي بعدها علي جدة ومكة. وقد هزم الوهابيين ،وقبض علي قائد التمرد. وقد ألم بمحمد علي باشا حظ عاثر. وقرر القيادة للحرب بنفسه. وترك مصر في صيف 1813 .وتوجه للجزيرة العربية. وخلف إبنه الثاني إبراهيم ليرعي شئون البلاد .وفي المقابل واجه صعوبات جمة هناك بسبب طبيعة بلاد الحجاز فكانت الحرب مرهقة لقواته وسهلة بالنسبة للعدو الذي ألف الحرب فوق أرضه . فنفي شريف مكة وقتل قائد الوهابيين سعود الثاني وعقد بعدها معاهدة مع خلفه عبد الله عام 1815.و لما سمع بهروب نابليون من جزيرة إلبا ، فخاف علي مصر من الغزو الفرنسي أو البريطاني . فعاد لمصر عن طريق القصير ، ثم قنا فوصل القاهرة عاصمته في يوم ذكري معركة واترلو. ومما عجل بوصوله علمه أن الأتراك الذين أيدهم في شبه الجزيرة العربية يخططون علي عجل لغزو مصر بجيش عثماني . وعاد طوسون للقاهرة عندما سمع يالثورة العسكرية بالقاهرة ومات 1816في سن العشرين . لكن محمد علي لم يكن مقتنعا بالمعاهدة مع الوهابيين الذين لم يلتزموا ببعض بنودها. فقرر إرسال جيش ثان للحجاز عساكره يتميزون بالقسوة . وكانت هذه الحملة تحت قيادة إبنه الأكبر إبراهيم باشا .وتوجهت في خريف 1816وكانت حربا طويلة وشاقة .واستطاع إبراهيم باشا الإستيلاء علي الدرعية عاصمة الوهابين عام 1818 وأسر رئيسهم عبد الله وأرسله مع ثروته وسكرتيره لإستانبول (الآستانة ) رغم وعود إبراهيم باشا بسلامته. وتوسط محمد علي إلا أنه أعدم هناك . زفي نهاية عام 1819 عاد إبراهيم باشا للقاهرة بعدما أخمد ثورة الوهابيين . وأول جيش نظامي حديث كان في عهد محمد علي(تولي عام 1805). وغير العقيدة القتالية بإحداث التوازن العسكري ولاسيما بعد فتحه للسودان . وكان أكبر تاجرمورد للعبيد للجيوش العالمية والسلطنة والجيش.و كانت نظريته أن أولاد البلد سيحافظون عليها .كما أن جيشه كان يتكون من فرسان ومدفعية ومشاة وبحرية وفرسان من القوقاز والمشاة من السودانيين يجيدون الرمح.فلقد بدأ محمد علي بتكوين أول جيش نظامي في مصر الحديثة يضم الشركس والألبانيين والسودانيين والمصريين. وكان بداية العسكرية المصرية ومما ساعده في تكوين هذا الجيش أن أشرف عليه الخبراء الفرنسيون بعدما حل الجيش الفرنسي في أعقاب هزيمة نابليون في وترلوا وروسيا . وإنشاء الترسانة البحرية بالقاهرة والإسكندرية .
المملكة المصرية
الجمهورية العربية المتحدة
كانت أول خطوة قام بها جمال عبد الناصر رفع قوة الجيش وعدده وادخال نظام التجنيد الإجباري والذي مازال مستخدم حتي اليوم وتزويده بالاسلحة الحديثة وكانت هذه بداية ازدهار الجيش المصري و قوته ،،،، وبسبب ما قام به جمال عبد الناصر من ثورة وتأسيس الجمهورية و تأميم جميع الشركات الاجنبية والتي بالطبع لم تخدم مصالج بريطانيا وفرنسا اللتان كانتا يتصارعان عليها كما أحست إسرائيل بخطر مصر فقامو بالعدوان الثلاثي والذي هاجم فيه الثلاث دول في وقت واحد مصر ولكن ما فاجأ جميع العالم ولأول مرة الشعب يتصدي للأحتلال فشارك جميع شعب مصر تقريبا مع الجيش في صد الاحتلال والدفاع عن مصر وبالفعل نجحوا وعاد الثلاث جيوش منكسين الرؤوس لبلادهم ،،،، وكان من أعظم خطوات جمال عبد الناصر تأسيس الجمهورية العربية المتحدة و كما واضح من اسمها فقد كان أمله أن يتحد العرب كلهم تحت ذلك الاسم وبالفعل انضمت اليه كلا من ليبيا وسورية والجزائر ولكن لفترة قصيرة جدا فسرعان ما تسببت الفتنة في سورية والثورات التي قام بها الشعب السوري ثم ندموا عليها فيما بعد بدعم من بريطانيا و أمريكا تسببت في فض الجمهورية العربية المتحدة ولكن بقي التواصل والتحالف في الحرب بين البلاد و في عام 1967 شنت إسرائيل هجوم لأحتلال سيناء لأطماع استعمارية وتوسعية ثم توفي جمال عبد الناصر بعدها في عام 1970 لتكون أحزن الأعوام علي الشعب المصري ،،،، ولكن سرعان ما حكم السادات وبدأ في عصره الانفتاح والرقي في الجيش فقد تطور الجيش عشرات المرات واحتوي علي أسلحة من أحدث الاسلحة عن طريق شرائها من الاتحاد السوفييتي ثم بدأت المناورات بين مصر واسرائيل في حرب الاستنزاف والتي حقق فيها الجيش المصري نجاح كبيرا وألحق باسرائيل خسائر عديدة وكان من ضمن عملياته تدمير المدمرة ايلات و تدمير باخرة الذخيرة الإسرائيلية والعديد من العمليات الأخرى وفي عام 1973 خاض الجيش المصري واحدة من أعظم حروبه وأكبر انتصارته حرب أكتوبر والتي شن الجيش المصري فيها هجوما شديد القوة وأثبت الطيران المصري قوة عن طريق القيام بأنجح ضربة جوية في التاريخ عن طريق الهجوم بقوة 224 طائرة ميج 21 وقاذات قنابل علي اهداف عديدة في إسرائيل ثم عبر جيش الصاعقة ( المشاة والمدرعات) عن طريق الزوارق والجسور قناة السويس ودمر أحصن مبني دفاعي في التاريخ خط بارليف ثم استرد الجيش المصري معظم أرض سيناء و في عام 1979 طلبت إسرائيل كتابة معاهدة سلام ووافقها السادات لارادته لوقف الحرب و ابقاء مصر في سلام وأمن حتي تستطيع النهوض والتفوق و سببت هذه المعاهدة باغتياله من قبل بعد المتطرفين.
جمهورية مصر العربية
بعد أن مات السادات تولي بعده محمد حسني مبارك والذي كان واحدا من طيارين الضربة الجووية الذي كرمهم السادات وبسبب تلك الضربة عينه السادات نائبا له و عد ان تولي الحكم اهتم مبارك بالجيش بصورة كبيرة فزاد الجيش المصري الأساسي الي ما يزيد عن مليون جندي بدون الاحتياط وزادت التكنولجيا الحربية وتمت إضافة العديدة من الاسلحة وفي عهد مبارك بدأت مصر في تصنيع أسلحتها الخاصة وصنعت مئات الاسلحة التي تحمل المشهورة مثل الطيارات حورس-4 و الصقر2 والعديد من الطائرات الأخرى بالإضافة الي الدبابات العديدة مثل الدبابة الأساسية رمسيس-2 والدبابة أنوبيس و العديد من الدبابات والمدرعات الأخرى و هناك العديد من أسلحة المشاة المصرية مثل AKM و maadi و سيناء80 وتخصص الجيش المصري في أسلحة القصف الصاروخي السكود وصنع معظمها مثل EG-Scud و عين الصقر و أحمس-80 و المقاتل 40 المضاد للطائرات وبدأ أيضا البرنامج النووي المصري والذي بدأ بأربعة مفاعلات نووية في مصر وأصبح السد العالي الذي كان يولد جميع كهرباء مصر أصبح يولد 19% فقط منها و أصبحت جميع مناطق مصر موصلة بالكهرباء بفعل الطاقة النووية كما تمت إضافة العديد من المدرعات وجاري إضافة المزيد وشارك الجيش في عهد مبارك في العديد من المعارك كما أصبح جزئا من سلاح حفظ السلام بالأمم المتحدة.من المعارك التي شارك فيها الجيش المصري حرب الخليج والتي ساهم بها في العديد من المهمات لصد الاحتلال عن السعودية والكويت و حارب أيضا في ما يعرف بحرب حلايب وشلاتين أو الحرب المصرية السودانية والتي كان النزاع فيها بين مصر والسودان علي مدينة حلايب وقد أنهت مصر النزاع بالقوة العسكرية و أعادت حلايب اليها وكان من معارك الجيش المصري أيضا ما يعرف بالحرب الباردة بين مصر وليبيا والتي كان نزاع علي الحدود المصرية الليبية أيضا وفضته مصر بالقوة العسكرية أيضا.
عمار يا مصر